]size=24]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقـامة الدراسيّـة
حدثنا طالب بن دارس ، بن واقف بن جالس ، فقال:
لاحظ بعض العلماء ، من كبار الأسماء ، أن هناك مرضٌ عضال ، يصيب بعض الرجال ، إن كانوا بسن الدراسة والتعليم ، في ظل هذا الحر المقيم ، وقالوا بأنه مرضٌ ذهوليٌّ انفعاليٌ ، نفسيٌّ عقليٌّ .. عصبيٌّ عضليّ ، يصيب طلاب الكليات ، بمختلف الجامعات ، في شهر ٍ من شهور العام ، هو شهر مايو الهمام ، عندما يعرفون يوم الامتحان ، يوم لا يـُكرم المرء بل يُهان ، حتى إذا كان عبقرياً نابغاً ، أو كان متوسطاً أو فارغاً ، فتظهر أعراض المرض الوبيل ، في آخر أسابيع شهر إبريل ، ووصف بعض أطباء العصر والزمان ، هذه الأعراض .. فحدثنا حكيم بن عيـَّـان ، فقال:
أول أعراض المرض هو الذهول ، ليس كذلك الناتج عن أكل الفول ، بل هو ذهول شموليٌّ عنيف ، يُكسب المرء شحوباً فيصبح كالرغيف ، وفسره بعض المعاصرين ، بأنه نتيجة اندماج الدارسين ، حيث تتجمع المعلومات في أقفيتهم ، وتتسرب من أربطة أحذيتهم ، فيجيء الطالب آخر العام فيفاجأ كليةً بهذا الزحام ، ويصيح في ظلمة الليل البهيم: كيف يا إلهي الرحمن الرحيم ، متى أخذنا كل تلك الدروس ، وكيف يا عالم أسرار النفوس ، وكيف يكون الامتحان في شهر خمسة ، ولم لا يكون عام مليون وخمسة ، مع الاحتفاظ بحق الدور الأول ، دونما تأجيل ٍأو إعادة من الأول!!! ، ثم يستسلم لمصيره وأقداره ِ ، ويدفن نفسه بين أوراق دفاتره ِ ، ثم يبدأ الاكتئاب الدفين ، الذي تفشل معه الـ
Tricyclic و Venlafaxine
حتى يمر شهر خمسة بالطول أو بالعرض ، وتكاد رأسه تلامس الأرض ، ويأتي شهر ستة بأيامه المخيفة ، حيث امتحانات الشفوي والصدمة العنيفة ، حتى ليجد الأستاذ نفسه مندهشاً متعجباً ، من ذلك الطالب الذي صار مملاً متعباً ، يجاهد الأستاذ لينزع منه المعلومات ، بينما شفتاه لا تفترقان لبضعة سنتيمترات ، فيضطر لإعطائه درجة ما ، ويقول له أحسنت إنما... ، ولا يضيف كلاماً ، ولا يعطيه سلاماً ، بل يقول: من بعده؟ فيخرج الطالب من عنده ، والنيل يخايل ناظريه ، ويدعوه أن يهرع إليه
ما وجدنا لهذا الداء ، من ترياق ٍ أو دواء ، حتى يومنا هذا ولحظتنا تلك ، إلا رحمة مالك الملك ، وقد اقترح بعض علمائنا الأفذاذ الأفاضل ، تسمية هذا المرض باسمٍ جديد ليس له مقابل ، واقترح بعض هواة المصطلحات ، تسميته بـ: متلازمة ما قبل الامتحانات ، أما هواة الرطانة في العلوم ، فقد اقترحوا تسميته بـ
Pre-examinations Syndrome
فانظر أيهما تختار ، في قراءة الأخبار
وبهذا علمنا ما كان ، وما جرى لطلبة الزمان ، ولا نملك إلا دعوة الرحمن ، أن يرحم بني الإنسان ، حتى لا تكون دنياهم خاسرةً ضائعة ، وأخراهم نيراناً جائعة ، وليرحم الله طلاب الجامعات والمدارس ، ويغفر لحماقات طالب بن دارس
وبهذا نختتم الكلام
ولكم منا السلام
beebo ana bnt
[/size]